15 } مُحَمـــديـات

15 } مُحَمـــديـات

--------------------------------------------------------------------------------


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحصى نواله ، و لا يفنى كماله ، و لا تتناهى نعمه و
أفضاله ، و الصلاة و السلام علي سيدنا رسول الله الذي قال ما معناه :
الحمد لله الذي خلقني من أنوار البهاء ، و رفع قدري في الأرض و السماء ، و
كتب اسمي علي ساق عرشه ، و قرن اسمي باسمه ، و نزه ذكري في عالم قدسه

الإخوة والأخوات الأحباب في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الوفاء ميزان المروءة ، ومقياس الفضل ، فهو خُلُق يُلزم صاحبه بالقيام بما يجب عليه نحو ربه ونحن العباد باعتباره صفة من صفات أصحاب العقول الراجحة والفطرة السليمة .

فنجد أنّ رسولنا صلى الله عليه وسلم يُمَثل المكانة السامية في اتصافه بالوفاء ، حيث كان وفياً لربه ولوطنه ولأزواجه ولقرابته ، ومع أصدقائه ، ومع أعدائه ، حتى مع الحيوان ، فقد كانت حياته كلها وفاء..

فهو صلى الله عليه وسلم يُجهد نفسه في العبادة للقيام بشكر النعمة وفاءً لربه ، فكان يصوم حتى يقول من يراه أنه لا يفطر ، وكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه ، فكان أتقى الناس وأعرفهم بربه ..

وكان صلى الله عليه وسلم وفياً لوطنه مكة والمدينة ، أحبهما حُباً ملَكَ عليه قلبه وفؤاده ، كما أحبّ أصحابه وشهد لهم أنهم خير أهل الأزمنة كلها ، ثم يليها من بعدهم من التابعين ثم أتباع التابعين ، فما أعظمه من حب بين حاكمٍ ورعية .

كما ضرب صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الوفاء لمن عاشرهم وعاش معهم ، وكان لهم فضل عليه ، فلم ينس لهم هذا الفضل ، وظل يذكرهم به أحياء وبعد موتهم ، ولا يفوتنا أن نذكر وفاءه لزوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها التي لم ينسها بعد وفاتها ، ووفاءه لفاطمة بنت أسد زوجة عمه أبي طالب التي ربته مع أولادها ، ولم تبخل عليه بعطفٍ أو حنان ..

وبلغ درجة وفائه أنه صلى الله عليه وسلم حين مات النجاشي ملك الحبشة قال : " مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلّوا على أخيكم واستغفروا له " حديث صحيح رواه البخاري ( 1245) ، ومسلم ( 2247 ) أما وفاؤه صلى الله عليه وسلم بالوعد فحدّث ولا حرج فقد انتظر ثلاثة أيام في مكان بعد أن بايعه عبدالله بن أبي الحمساء أ ن يلقاه في مكان فنسي عبد الله الموعد ، وجاء في اليوم الثالث ليجد النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه ، فهذا من حرصه على الوفاء بالوعد ..

ولم يقتصر ذلك على الإنسان بل امتد وفاؤه صلى الله عليه وسلم للحيوان ، فقد جاءت إليه امرأة أبي ذر رضي الله عنه قالت : يا رسول الله إني نذرت أن أذبح هذه الناقة إن نجاني الله عليها فآكل من كبدها وسنامها ، فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال : بئس ما جزيتها أن حملكِ الله عليها ونجاكِ ثم تنحريها ، إنه لا نذر في معصية الله ولا فيما لا تملكين إنما هي ناقة من إبلي ، وكانت من إبل النبي صلى الله عليه وسلم ، فارجعي إلى أهلكِ على بركة الله

فصلى الله على نبي الرحمة الوفي بعهده ووعده ورزقنا اتّباعه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والله المُوَفق
والحمد لله ، ختامٌ لا يزال يبدأ ، وبدءٌ لا نهاية له بإذن الله
و أتوجه إلي الله تعالي بضعفي
أن يفرج هم كل مهموم ، و يذهب غم كل مغموم . و يزيل كرب كل مكروب .
و يحفظكم من شر كل ذي شر ، و يبلغكم الآمال
أختكم في الله
ميااااااااااااااااااااااس